-->

حقائق من التاريخ (31) - من هم يهود أوروبا (8)

نكمل ما تحدثت عنه في مقالتي السابقة من هم يهود أوروبا (7)، والتي تعرفنا فيها على الأسلوب القذر الذي اتبعه المرابين ( اليهود ) للحصول على وعد بلفور لإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين.

لم ينتظر اللورد روتشيلد طويلاً فقد جاءه الرد الرسمي في الثاني من تشرين الثاني من العام 1917 من وزارة الخارجية البريطانية عن طريق آرثر بلفور:

عزيزي اللورد "روتشيلد"
يسرّني جداً أن أُبلِغَكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي عل العطف على أماني اليهود والصهيونية وقد عُرِض على الوزارة وأقرّتهُ.

تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يُفهم جلياً أنه لن يؤتى بعملٍ من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتنّاً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.

بعد أن اطمأن المرابون الصهاينة على دعم الحكومة البريطانية لتحقيق مطلبهم بالوطن القومي في فلسطين من خلال وعد بلفور والذي أيّدتهُ فرنسا والولايات المتحدة مباشرة فقد أحسّوا أن خطوتهم الأولى قد تحقّقت لتنفيذ طموحهم في التوسع وسيطرتهم على العالم وهذا ما نكتشفه بوضوح من خلال رسائلهم المتبادلة والمنشورة في أكثر من مصدر وهذه واحدة منها والتي تفضح النوايا الخبيثة للفكر الصهيوني، فقد كتب لويس مارشال ممثل مؤسسة "كوهن لوب" إلى صديقه الصهيوني "ماكس سينيور" مايلي:

لقد أخبرني المأجور ليونيد روتشيلد من التنظيم اليهودي البريطاني أن وعد بلفور وقبول الدول الكبرى به لهوَ عمل دبلوماسي من أعلى الدرجات، والصهيونية ماهي إلّا عمل مؤقت من خطة بعيدة المدى ، وسنبرهن للقوى المعادية أن احتجاجاتها ستذهب هباء وسيتعرض أصحابها إلى ضغوط كريهة وصعبة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماهي الخطة بعيدة المدى المذكورة في هذه الرسالة؟
والجواب واضح لأن ذلك إشارة أكيدة بأن الممولين الدوليين وهم المرابين اليهود ينوون السيطرة الكاملة على إقتصاديات العالم وعلى جميع المصادر الطبيعية والقوى البشرية في هذا العالم .

فور صدور هذا الوعد المشؤووم صدرت الأوامر إلى اللورد اللنبي بطرد الأتراك من آسيا الصغرى ، واحتلال الأراضي المقدسة وقد ساعدهم العرب في هذا التحرير دون أن يدركوا نواياهم الخبيثة بأنه تم الاتفاق بين بريطانيا وفرنسا على احتلال هذه المنطقة المهمة وتقسيمها بين الدولتين. (ولا أعلم إذا كانوا يدركون؟).

وحين اكتمل احتلال بريطانيا لفلسطين طلب المرابون العالميون من الحكومة البريطانية تعيين لجنة صهيونية في فلسطين وتعيين مندوبيهم السياسيين أعضاء لها ، وقد باشرت هذه اللجنة أعمالها في آذار 1918، ومن المفيد ان نتعرف على بعض أعضاء هذه اللجنة لِنُدرك تأثير الصهاينة على القرارات الهامة للحكومة البريطانية:

1. الكولونيل جيمس دي روتشيلد وهو ابن ادموند دي روتشيلد رئيس الفرع الفرنسي لأسرة روتشيلد وهو مُن أنشأ عدداً كبيراً من المستعمرات إليهوديه في فلسطين.
2. الضابط "أدوين صموئيل " الذي عُيّن لاحقاً مديراً للإذاعة الإسرائيلية في عام 1948م .
3. اللورد " إسرائيل سيف " مدير شركات ميد لاند ماركس وسبنسر البريطانية الضخمة.
4. ليون سيمون المدير المسؤول عن البريد العام في بريطانيا . 5. السيد حاييم وايزمان استلم أول رئيس لدولة اسرائيل في العام 1948.
6. الكولونيل "أورمسباي غور"الذي كان مديرا لبنك ميد لاند والذي أصبح اسمه فيما بعد اللورد "هارليك".

وكانت المهمة الحقيقية لهذه اللجنة إعداد الجو الملائم لإنشاء الوطن القومي في فلسطين للطغمة الصهيونية القذرة بصفتهم مستشارين للحاكم العسكري البريطاني في فلسطين.

نتابع بعض الأسرار والمؤامرات التي حِيكَت في تلك الفترة وكيف قدّمت بريطانيا للصهيونية العالمية أكبر الخدمات في تحقيق حلمهم وتأسيس دولتهم النجسة على أرض فلسطين الطاهرة.

نلتقي وانتم بألف خير - اللاذقية في 24\5\2024 - عبد الرحمن عليو

اقرأ السلسلة كاملة حقائق من التاريخ - تاريخ اليهود